الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مجلة الوعي الشبابي :: الرملي لـ الوعي الشبابي: حرر كتبك من قيد الأرفف

مجلة الوعي الشبابي :: الرملي لـ الوعي الشبابي: حرر كتبك من قيد الأرفف

مبادرة (كتابي كتابك).. تدوير للمعرفة 
الرملي لـ الوعي الشبابي: حرر كتبك من قيد الأرفف 

حوار: أحمد زكريا
30/10/2012
 «حق المعرفة حق مقدس» كلمة أطلقها مشروع «كتابي كتابك» ليضع الشعار في موضع الفعل ، آلاف الكتب يتم التبرع في سابقة تنموية تتجاوز المعوقات المادية لتخلق حالة من «تدوير المعرفة» -إن صح التعبير- مع التركيز على الطفل والنشء، الوعي الشبابي كان لها هذا اللقاء مع المهندسة «هناء الرملي» مؤسسة ومديرة جمعية  «كتابي كتابك» وهي كاتبة ومخرجة أفلام  وثائقية ناشطة في مجال ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.  

> في البداية نود أن نعرف القارئ بالمبادرة، وفكرة «كتابي كتابك»؟
- مبادرة كتابي كتابك مبادرة تهدف إلى إنشاء مكتبات عامة للأطفال والناشئين في المخيمات الفلسطينية وفي المناطق النائية ، وإقامة برنامج لتشجيع القراءة في كل مكتبة لضمان فعالية عمل المكتبة. البرنامج يشتمل على أنشطة ثقافية متنوعة ومسابقات وجوائز ورحلات تعليمية ترفيهية لأطفال المكتبات والناشئين.81.jpg
أما عن نشأة الفكرة فكوني ناشطة وكاتبة واستشارية في مجال استخدام الإنترنت منذ أكثر من عشر سنوات، كنت أسعى لتوعية الناس على استخدام الانترنت لخدمة مجتمعنا وديننا ووطننا وقضايانا، وكنت أحاول تعزيز مفهوم استخدام هذه المواقع لإنشاء مشروع خيري يخدم المجتمع والوطن، وأحببت أن أطلق مبادرة «كتابي كتابك» على الفيسبوك وأجتهد لتنجح حتى تكون المبادرة النموذج الذي يقتدي به الكثير لإقامة مبادرات أخرى ناجحة في مجالات متنوعة.
الفكرة على الصعيد الشخصي أيضًا نشأت كوني أمَّا لأربعة أطفال سعيت أن أغرس فيهم حب القراءة وشغف المعرفة، وحين أصبح أطفالي شبابًا وفي مرحلة الدراسة الجامعية تبقى في بيتي مكتبة كبيرة من كتب الأطفال والناشئين تصلح لتكون مكتبة عامة يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الأطفال، وفكرت أن الكثير مثلي من الأهالي الذين كبر أولادهم وتبقى لهم مجموعات من الكتب وقد كانت عبارتي الأولى التي كتبتها على الفيسبوك «حرر كتبك من قيد الأرفف ومن وطء الغبار، وأطلقها نوارس في سماء الحرية».
> هل تشكلون مؤسسة أم إنها فكرة تقوم على التفاعل الفردي فقط؟!
- بدأنا في منتصف عام 2009 كمبادرة على الفيسبوك وأنشأت فريقًا كبيرًا يضم 200 متطوع، نعمل بدأب ونشاط لتجميع الكتب وإنشاء المكتبات، ثم رأينا في عام 2010 أن نسجل المبادرة كجمعية ثقافية تتبع وزارة الثقافة الأردنية، وفعلًا كان لنا هذا في نهاية عام 2010.

> كم عدد المشاركين في المباردة حتى الآن؟ ومن أي شريحة عمرية تتكون الغالبية؟
- العدد كبير ويصعب حصره لكن في الأردن يفوق العدد 700 متطوع.

> ما هي أهداف «كتابي كتابك» وما هي أهم الفعاليات التي اتخذت في طريق تحقيق هذه الأهداف؟
- أولًا: إنشاء مكتبات عامة للأطفال والناشئين وتجميع الكتب عن طريق حملات (كتابي كتابك ومستقبلنا واحد) في الجامعات والمدارس الخاصة والمشاركة في معارض الكتاب الدولية في كل المدن والعواصم العربية. أيضًا مشروع (كروم الكتب) وهو مكتبات صغيرة في جمعيات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. أقمنا أيضًا حفلًا خيريًا (لعصافيرنا أجنحة وقمح) ، وقد تم إنشاء 20 مكتبة في الأردن خلال ثلاث سنوات من العمل، إضافة لثلاث مكتبات مؤقتة في المخيمات الصيفية للأيتام المقامة سنويًا. كل مكتبة تتضمن من 2000 إلى 3000 كتاب.
ثانيًا: نعمل على تشجيع الجميع على القراءة من خلال إطلاق حملات خاصة من آن لآخر. وقد أطلقنا العديد من الحملات والمشاريع الثقافية منها: حملة (كتابي مع حبي) وحملة (أطير أو لا أطير) ولقاءات مع كتاب قصص الأطفال، والأطفال مع عروض فنية مقتبسة من القصص وأيضًا حملة (كتاب في اليد ولا عشرة على الشجرة) ومسرح دمى (هيلا بيلا شو) خاص بنصوص عن القراءة والكتب والمكتبات و ألبوم أغاني للأطفال(دق دق مين ع الباب) خاص بالقراءة.
ولدينا فعاليات (فرحة العيد للأيتام) تقام في كل عيد بالتعاون مع متحف الأطفال. وأيضًا «نادي كتابي كتابك» في المخيمات الصيفية للأيتام يقام في كل صيف وقد أنجزنا منه 3 نوادي.
وأخيرًا (نادي القراءة ـ كتابي كتابك) للكبار لتشجيع الشباب على القراءة بعقد حلقات نقاش شهرية لكتاب ما بحضور كاتبه  .
ثالثًا: نشجع دومًا على العمل التطوعي وغرس هذا المفهوم للجميع وتأهيل المتطوعين لهذا الدور وقد أقمنا ورش تدريب حول «فن قراءة وكتابة قصص الأطفال»  وورش تدريب حول كيفية التعامل مع الأطفال الأقل حظًا في المخيمات  ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والمكفوفين.

> لماذا اخترتم مخيم جرش اللاجئين الفلسطينيين كبداية؟ وما الرسالة الكامنة وراء الاختيار؟
- مخيم جرش من المخيمات الأسوأ وضعًا بالمقارنة مع المخيمات الأخرى، يعاني من الفقر والبطالة والكثافة السكانية المرتفعة، كذلك لبعده عن العاصمة عمان، وكانت الرسالة للفت انتباه الناس إلى وضع أطفال المخيمات الفلسطينية السيئ بالرغم من مرور أكثر من 60 عامًا على عام النكبة والتهجير. وفعلًا أصبح هناك بعدها العديد من المبادرات والمشاريع التنموية في المخيم.

> هل تواجهون صعوبات معينة، سواءً مادية أو إعلامية أو تلك التي تميز العالم العربي مثل بيروقراطية الاجراءات مثلاً ؟
- بالنسبة للصعوبات المادية فهي أكثر الصعوبات التي نعاني منها فنحن ليس لدينا جهة داعمة أو راعية حتى هذه اللحظة. أما من الناحية الإعلامية فعلى العكس مبادرة «كتابي كتابك» لفتت انتباه الكثير من الإعلاميين والصحف والإذاعات، أما بخصوص البيروقراطية فكوننا جمعية تتبع وزارة الثقافة التي منحتنا كل الثقة والاهتمام فهذا سهل علينا الكثير من الإجراءات.

> لا تتقبلون التبرعات المادية وتقبلون التبرعات العينية فقط، ألا ترون أن التبرع المادي قد يساعد في تحقق أهداف «كتابي كتابك»؟
- في البدء حين كنا نعمل كأفراد في مبادرة كتابي كتابك أعلنا أننا لا نقبل أي تبرع مادي، لكن بعد أن أصبحنا جمعية ثقافية مرخصة رسميًا في وزارة الثقافة فهذا الأمر يعنينا لتنمية مشاريعنا وتحديثاتها وتطوير أدواتنا لنصل إلى أهدافنا.

> هل أنتم راضون عن الاستجابة المجتمعية التي تقابلونها أم أنكم تطمحون لمزيد من التفاعل؟
- تفاعل واستجابة أفراد المجتمع أكثر من رائع.. حقيقة وبشكل دائم تأتينا اتصالات وتبرعات من الكتب، ونطمح إلى المزيد، ونسعى لغرس فكرة التبرع وتبادل الكتب بشكل دائم في عقول النشء والاطفال.

> كناشطة في الحركة الثقافية العربية، هل ترون أن المبادرات الفردية التي تخرج من المجتمع وتعود إليه كافية لمقاومة حالة السطحية الثقافية التي تجتاح الشباب العربي؟
- المبادرات الفردية أمر هام حين تكون جادة ولديها النفس الطويل والصبر، وقد يضاهي دور المؤسسات الحكومية، وطبعًا هذا لا يلغي واجب ودور وزارات الدولة بل يلزمها بأن تأخذ دورًا أكبر وأهم كل في قطاعه.

> من وجهة نظركم كمؤسسة ومديرة للمشروع؟ ما طموحاتكم بعد أعوام من الآن؟
- طموحي أن يكون في كل حي بالوطن العربي سواء كان حيًا أقل حظًا أم أسوأ حظًا مكتبة عامة بها كتب وكمبيوتر ووسائل مختلفة تخدم أهل الحي بكافة الفئات العمرية. تمامًا مثل توفر مخبز في كل حي لتأمين الخبر لأهله.

> هل تسعون لإنشاء فروع في الدول العربية؟ أم أن الفكرة قاصرة على الأردن فقط؟
- في بداية إطلاق مبادرة «كتابي كتابك» تلقفها أصدقاء في الدول العربية والأجنبية بشغف، فقمت بإنشاء فرق في العديد من الدول العربية وكان كل فريق له دوره بحسب وضع الدولة ففريق اليمن مثلًا- وهو الفريق الأكثر نشاطًا في مبادرة «كتابي كتابك» بعد الأردن- أنشأوا العديد من المكتبات والفعاليات وهناك فريق في كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت ومصر وتونس والجزائر وفلسطين ولبنان.

> هل تتفقون مع الرأي القائل بأن المستوى الاقتصادي في كثير من الدول العربية ساهم في تقليص دائرة القراءة الحرة باعتبارها «رفاهية» تحت شعار «الخبز أولاً»؟
- نعم هذا حدث والبعض يعتبر الكتب رفاهية، لكن هذا لا ينفي تقصير حكومات بعض الدول العربية في دورها في إنشاء مكتبات عامة ومكتبات في كل المدارس الحكومية ودور وزارة التربية والتعليم ودور الإعلام في نشر ثقافة أهمية الكتاب والقراءة.
> كيف يمكن أن تكون الكتب أداة للمساعدة في تحرر الوطن العربي من المفاهيم الغربية المغلوطة وبناء نهضة أصيلة؟
- لقد اخترنا شعارًا وهو «حق المعرفة حق مقدس» لم يكن هذا الشعار من فراغ بل أننا على إيمان أن من يتحقق له حق المعرفة سوف يدرك بقية حقوقه وسيدرك الطرق للحصول عليها، فالمعرفة أداة تحرر من كل أنواع التسلط والهيمنة.
> كلمات تودين توجيهها للقراء من العالم العربي ؟
- كل واحد منا لديه القدرة على العطاء حتى وإن كان وقته يضيق به ولديه أعباء تثقل كاهله.. فالدال على الخير كفاعله.. وفكرة بسيطة قد تحقق أهدافًا لا تقدر بثمن.. وتنظيم الوقت وإعطاء كل جوانب الحياة حقها ستمنحك القدرة على العطاء وعمل الخير وحين تخوض التجربة ستجد لديك الرغبة لتحقيق المزيد.. ليغمر الصفاء روحك والفرح قلبك والراحة بالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق